سورة الإسراء - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الإسراء)


        


{تسبح له السموات..} الآية. المراد بالتَّسبيح في هذه الآية الدَّلالة على أنَّ الله سبحانه خالقٌ حكيمٌ مبرَّأٌ من الأسواء، والمخلوقون والمخلوقاتُ كلُّها تدلُّ على هذا وقوله: {ولكن لا تفقهون تسبيحهم} مخاطبة للكفَّار؛ لأنَّهم لا يستدلُّون ولا يعتبرون.
{وإذا قرأت القرآن...} الاية. نزلت في قومٍ كانوا يُؤذون النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم إذا قرأ القرآن، فحجبه الله تعالى عن أعينهم عند قراءة القرآن، حتى كانوا يمرُّون به ولا يرونه. وقوله: {مستوراً} معناه: ساتراً.
{وجعلنا على قلوبهم أكنة} سبق تفسيره في سورة الأنعام. {وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده} قلت: لا إله إلاَّ الله وأنت تتلو القرآن {ولوا على أدبارهم نفوراً} أعرضوا عنك نافرين.
{نحن أعلم بما يستمعون به} نزلت حين دعا عليٌّ رضي الله عنه أشراف قريش إلى طعام اتَّخذه لهم، ودخل عليهم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، وقرأ عليهم القرآن، ودعاهم إلى الله سبحانه، وهم يقولون فيما بينهم متناجين: هو ساحرٌ، وهو مسحورٌ، فأنزل الله تعالى: {نحن أعلم بما يستمعون به} أَيْ: يستمعونه. أخبر الله سبحانه أنَّه عالمٌ بتلك الحال، وبذلك الذي كان يستمعونه {إذ يستمعون} إلى الرَّسول {وإذ هم نجوى} يتناجون بينهم بالتَّكذيب والاستهزاء {إذ يقول الظالمون} المشركون: {إن تتبعون} ما تتبعون {إلاَّ رجلاً مسحوراً} مخدوعاً أن اتَّبعتموه.


{انظر كيف ضربوا لك الأمثال} بَيَّنوا لك الأشباه حين شبَّهوك بالسَّاحر والكاهن والشَّاعر {فضلوا} بذلك عن طريق الحقِّ {فلا يستطعيون سبيلاً} مخرجاً.
{وقالوا أإذا كنا عظاماً} بعد الموت {ورفاتاً} وتراباً، أَنُبعث ونخلق خلقاً جديداً؟
{قل كونوا حجارة أو حديداً...} الآية. معناها يقول: قدِّروا أنَّكم لو خُلقتم من حجارةٍ أو حديدٍ، أو كنتم الموت الذي هو أكبر الأشياء في صدوركم لأماتكم الله، ثمَّ أحياكم؛ لأنَّ القدرة التي بها أنشأكم بها يُعيدكم، وهذا معنى قوله: {فسيقولون من يُعيدنا قل الذي فطركم} خلقكم {أول مرَّة فسينغضون إليك رؤوسهم} يُحرِّكونها تكذيباً لهذا القول {ويقولون متى هو}؟ أَي: الإِعادة والبعث {قل عسى أن يكون قريباً} يعني: هو قريب.
{يوم يدعوكم} بالنداء الذي يُسمعكم، وهو النَّفخة الأخيرة {فتستجيبون} تجيبون {بحمده} وهو أنَّهم يخرجون من القبور يقولون: سبحانك وبحمدك، حمدوا حين لا ينفعهم الحمد {وتظنون إن لبثتم إلاَّ قليلاً} استقصروا مدَّة لبثهم في الدُّنيا، أو في البرزخ مع ما يعلمون من طول لبثهم في الآخرة.


{وقل لعبادي} المؤمنين: {يقولوا التي هي أحسن} نزلت حين شكا أصحاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إليه أذى المشركين، واستأذنوه في قتالهم، فقيل له: قل لهم: يقولوا للكفَّار الكلمة التي هي أحسن، وهو أن يقولوا: يهديكم الله. {إن الشيطان} هو الذي يفسد بينهم.
{ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم} يُوفِّقكم فتؤمنوا {أو إن يشأ يعذبكم} بأن يميتكم على الكفر {وما أرسلناك عليهم وكيلاً} ما وكل إليك إيمانهم، فليس عليك إلاَّ التَّبليغ.
{وربك أعلم بمَنْ في السموات والأرض} لأنَّه هو خالقهم {ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض} عن علمٍ بشأنهم، ومعنى تفضيل بعضهم على بعض: تخصصٌ كلِّ واحد منهم بفضيلة دون الآخر {وآتينا داود زبوراً} أَيْ: فلا تنكروا تفضيل محمد عليه السَّلام، وإعطاءه القرآن، فقد جرت سنَّتنا بهذا في النَّبيين.
{قل ادعوا الذين زعمتم...} الآية. ابتلى الله سبحانه قريشاً بالقحط سنين، فشكوا ذلك إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى: {قل ادعو الذين زعمتم} ادَّعيتم أنَّهم آلهةٌ {من دونه} ثمَّ أخبر عن الآلهة فقال: {فلا يملكون كشف الضر} يعني: البؤس والشِّدة {عنكم ولا تحويلاً} من السَّقم والفقر إلى الصَّحة والغنى.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8